جمعية ديوان أهالي البرية

تأسست في العام 2012م

Get Adobe Flash player

آخر الاخبار والنشاطات

شاركنا على فيسبوك

صفحة البريّة الرئيسية

اضغط هنا

صفحة الجروب

اضغط هنا

البحث

عدد زيارات المحنوى : 126734

بقلم : م. محمد خميس حمد

حدث ذلك ظهيرة يوم الخميس (عيد العمال) في الاول من الشهر الجاري أيار/ مايو 2014م. ليلة مع النجوم والكواكب والشمس والقمر هي ليلة الجمعة 02/05/2014م. بدأ المشتركون الذين بادروا الى تسجيل اسمائهم واسماء مرافقيهم قبل 10/04/2014م، بدأوا بالوصول الى مقر الجمعية عندما انتصف نهار الخميس. كان رئيس الجمعية – والحق يقال – أول الواصلين.

بعد أداء صلاة الظهر جماعة في المقر، وبعد وصول الباصات، بوشر بترتيب الاغراض في الباصات وعلى ظهرها. خَصص رئيس الجمعية باصاً للرجال والشباب، والاخر للنساء والصبايا. تراوحت أعمار المشاركين بين ال 14 و ال 70 سنة، مع العلم أن الاغلبية (نحو 30 فرد) هم من الفئة العمرية ( 18 – 48 ) سنة.

انطلق الباصان من المقر باتجاه الجنوب في الساعة الواحدة والثلث ظُهراً حيث سلكنا طريق المحطة ثم شارع اليرموك لنمر تحت الجسور العشرة ثم طريق الحزام فإلى منطقة سحاب ثم الاتجاه شرقاً إلى "قصر الحرانة" ويسميه البعض الخرانّة (باخاء المنقوطة) في طريقنا الى منطقة "الازرق" تشاور الرّكب في زيارة كهف " أهل الكهف " أشارت الاغلبية الى تفضيل الوصول الى مركز الأمير حمزة الفلكي والبيئي مع غروب شمس الخميس، فتم إلغاء فقرة " أهل الكهف " نظراً لتأخر الانطلاق نحو ربع ساعة!

 

توقفت الباصات عند مدخل قصر "الحرانّة" وترجّلوا ليمشوا نحو 300 متراً للفرجة على هذا الاثر القديم، والذي لا زال بحالة جيدة بل وراسخة مقارنة بقصر المشتى المندثر !

 

قبل الوصول الى قصر الحرانة، وزع القائمون على الرحلة كميات كثيرة من المعجنات المنوعة والتبولة والماء والعصير والمكسرات على جميع الركاب المسافرين في هذه الرحلة الطيبة الرائعة.

أنطلقنا مجدداً الى "قصيّر عمرة"، وتوقفنا هناك لساعة, شاهد الجميع خلالها أثار "قصيّر عمرة" الأموي القديم ومقتنيات المتحف الخاص بداخله. صلى المشاركون صلاة العصر هنا، في احدى باحات قصر عمرة. لقد لاحظنا وجود عدد لا بأس به من السياح الاجانب.

 

وصلت الرحلة الى مدينة الازرق حيث تم شراء بعض الحاجيات، وبعد قليل وصلنا الى بداية الطريق الممهد المؤدي إلى مركز الامير حمزة على بعد نحو 30 كيلومتراً من الازرق. انخفضت سرعة الباصات الى نحو 20 – 30 كم/ساعة نظراً لكثرة الحفر، غير ان مهارة السائقين خففت عناء المسير عليه حيث انهما يترددان على المركز في رحلات متعددة ومتكررة.

قبيل الغروب بدقائق، وصلت الرحلة الى المركز، وشوهدت الشمس الغاربة بالعين المجردة في ذلك المكان الجميل في اتساع افقه من كل الجهات، وبعدها بقليل ظهر الهلال. توزع افراد الرحلة الاربعون على غرف مفروشة وفُصلت النساء عن الرجال. تجمع الافراد في المصلى لصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وراء الشيخ محمود عامر "ابو عامر". نصب التلسكوب الضخم في الباحة التي تتوسط المركز الفلكي للنظر الى القمر. أخذ كل الافراد ينظرون خلال هذا المقرَّب واحداً واحداً في صفين احدهم للنساء والاخر للرجال. التقط البعض صوراً للذكرى لأقاربهم واصدقائهم، وسادت الجميع روحٌ من الايثار والاخوة وصلة القرابة والدم، غير ان أفراد الجيل الواحد كانوا فرحين بهذا اللقاء في أجواء لا ينقصها شئٌ من الانبساط والمرح والفرح.

ومع تقدم الليل، انشغل القائمون على أمر الرحلة بتجهيز طعام العشاء من الرز والدجاج واللحم والسلطات والالبان بطريقة بدت غريبة وعجيبة لمعظم افراد الرحلة الذي وقف اكثرهم يتفرجون على ما سمّاه المشرف على اعداد الطعام بـ"الزرب" حيث تطهى اللحوم وتنضج بواسطة الحرارة المكمورة تحت الارض !!

توّلى الدكتور هاني الضليع مهام شرح وايضاح ما سنراه من نجوم وكواكب خلال التلسكوب، الا أن جهاز البروجكتر لم يعمل جيداً، ربما بسبب ان المركز مزوّد بالطاقة الكهربائية بواسطة 36 خلية ضوئية (شمسية)، مع وجود مولد كهربائي احتياطي.

تحلق المشاركون في الرحلة الفلكية حول د. هاني الضليع وبناءاً على دعوته لهم، في بقعة خارج المركز تبعد عن بوابته نحو 50 متراً، حيث العتمة تامّة والافق الارحب، وطفق يحدثهم عن النجوم مشيراّ إلى كل نجم أو كوكب أو مجموعة من الأجرام السماوية بشعاع مستقيم من الليزر كان مدهشاً في لمعانه في عتمة الليل، فكأنه نور فَنار يرشد السفن في عرض البحر. لقد خِلت ان الشعاع بيد د. هاني أو أ. وليد شقير يصل بين الارض والنجم الذي يشير اليه تماماً كأنه خط مستقيم رُسم بمسطرة بين نقطتين على صفحة. كان الاثنان وليد وهاني يشرحان المعلومات الدقيقة والمرتبطة بكل نجم كأنهما يرشفان الماء رشفاً متلذذين بأنبهارنا و .. ربما إقبالنا وحُسن استماعنا لما يقولون، فزادهم ذلك إفاضة في رواية ما فتح الله عليهما به من أساطير وأقاويل الميثولوجيا العربية، خاصة عندما يتكلم احداهما عن الكواكب ومجموعاتها المعروفة مثل بنات نعش السبعة (مجموعة الدب الاكبر) ومثل الفرقدين والسمّاك، والنجم القطبي وقفزات الضباء وقصعة الفقراء ومجموعة برج العقرب أو برج الاسد، والجوزاء وغير ذلك كثير، كانا بارعين في تخصصهما، وكُنا محظوظين بوجودهما، ما أن يشير أحدهم بشعاع الليزر الى المريخ أو المشتري أو زحل أو الزهرة (في وقت متأخر من الليل) حتى ينطلق ذلك الشعاع الأخضر فيصل الى نجم في لا زمن.

عندما جهز طعام العشاء، عادت المجموعة إلى  صالة الطعام، حيث رُصَّت الموائد حولها الكراسي، ودعانا الشيخ وليد الى أخد ما نريد من الطعام، فكأنه "بوفيه" في مطعم فئة خمس نجوم! لهج كلُ من حضر بالدعاء للقائمين على الرحلة والطعام بالشكر قائلين بلسان الحال والمقال: "تسلم أياديكم، الطعام شهي ونحن راضون وشبعانون".

بعد قليل من تناول الطعام، وقد أنتصف الليل او كاد، أعيد ترتيب كراسي السهرة بحيث تجلس النساء والصبايا على اليمين والرجال والشباب على اليسار ليبدأ تقديم فقرة المسابقات والتسلية والفعاليات المعتادة، فنودي على الاستاذين وليد وهاني لتسلم هدية تذكارية من يد رئيس الجمعية، تُعبّر عن شكرنا وتقديرنا على لهما وللجمعية الفلكية الاردنية، ثم توالت الفقرات المنّوعة، حيث تم اختيار خمسة عشر مشاركاً للأجابة على اسئلة خفيفة وأخذ هدية تذكارية. وفي الفقرة التالية تم اختيار فريقين للتنافس وتحديد رابح واحد لتسلم جائزة تذكارية على شكل صحن من البورسلان مطبوع عليه شعار جمعية ديوان اهالي البرية بألوانه الاصفر والاسود مع عبارة تؤرخ المناسبة، ثم تكرر ذلك مع فريقين آخرين من المتسابقين.

توجَّه البعض منا للنوم عند الثانية صباحاً، اما الاكثرية من المشاركين فبقيت تنظر خلال المكبّر (التلسكوب) الى ما ظهر من نجوم وكواكب وأجرام وأبراج لم تكن قد ظهرت سابقاً مثل كوكب الزهرة، وبرج العقرب بكامل نجومه، وذلك تحت ارشادات وشرح الاستاذ هاني الضليع.

أُذِنَ للفجر واقيمت الصلاة الجامعة وراء الشيخ ابي عامر، وعند السادسة والنصف صباحاً، تجمع اكثر المشاركين حول مائدة أو بالأحرى موائد الافطار المكون من كل ما يخطر ببالك من اطعمة الافطار، وكان المشاركون قد احضروا معهم من بيوتهم أطعمة كثيرة، وجاء القائمون على المركز بأطباق الحمص والفول.

ثم عند الثامنة والنصف، بدأت رحلة العودة إلى عمان والزرقاء فوصلنا الى المقر مع وقت صلاة الجمعة.

لمشاهدة البوم الصور انقر هنا.


Copyright © 2011. All Rights Reserved.